دليل الاتصال

غير مصنف

البالغون المصابون بالتوحد، أي مرافقة يومية ؟

تم النشر في: 05 يونيو 2022

يعتبر التوحد اضطرابا في النمو العصبي يستمر مع الشخص مدى الحياة. حيث يبقى الشخص المصاب بالتوحد في حاجة إلى مرافقة يومية وإلى التكفل  بصفة دائمة        من طرف متدخلين أخصائيين حتى بعد تخطيه سن البلوغ، مما يعمل على تعزيز استقلاليته  واندماجه داخل المجتمع  وكذا إعمال حقوقه. ومن أجل تحقيق ذلك بشكل كامل ، يجب العمل على تطوير هذه التدابير في الجزائر

Img 20220524 Wa0002

توصي السلطات الصحية على وضع تكفل فردي خاص بكل شخص بالغ مصاب بطيف التوحد وهذا من أجل تحسين أمثل في نوعية الحياة بحيث يستوجب أن يغطي كافة مجالات الحياة اليومية.كما ينصح بإعطاء الأولوية في إبقاء الأشخاص البالغين المصابين بالتوحد داخل منازلهم وذلك من أجل تعزيز اندماجهم في المجتمع، لاسيما وأنهم في حاجة ماسة إلى المرافقة،  خاصة وأن حياتهم اليومية تتطلب الإلتزام الكلي لعائلاتهم وبهذا فإن دعم مصالح مساعدة الأشخاص وتهيئة الوسط المهني تظل ضرورية لهؤلاء الأشخاص.               ويبقى اليوم تقديم المرافقة للأشخاص البالغين المصابين بالتوحد     متواضعا جدا ، فكثير منهم يقضون عند تعرضهم لاضطرابات سلوكية حادة مدة طويلة في مستشفى الأمراض العقلية أو في المصالح الخاصة بالأطفال والمراهقين وهذا راجع إلى غياب الهياكل المتخصصة والذي يترتب عنه تكفل غير مكيف لحالات التوحد .

تطوير مشروع التدخل                  سيعطي مشروع التدخل الأولوية للنشاطات اليومية ذات الصلة  بمختلف ميادين  الحياة عن طريق ورشات التمهين، والوضعيات الحقيقية، والأنشطة التي يتعين انجازها في مجال الاستقلالية. أو من خلال الاستعانة بأشخاص وهياكل مرجعية.  ويمكن لهذه التدخلات أن  تعمل أيضا على:*         إعطاء الأولوية للتواصل الشفوي والكتابي أو من خلال دعائم تواصل أخرى؛ *         المساعدة في التواصل الاجتماعي بهدف تعزيز الاستقلالية والتأقلم مع المجتمع؛*          المساعدة على التعبير على العواطف وتحقيق توازنها والتقمص مع عواطف الآخرين؛*         تثمين مراكز الاهتمام المحددة أو الخاصة باعتبارها مهارات يمكن تحقيقها؛*         إعطاء الأولوية في تسهيل الوصول والتربية للحياة العاطفية والجنسية؛ *         تسهيل الوصول للدراسة والتكوين والتشغيل بهدف المشاركة في الاندماج المهني والاجتماعي؛*         ضمان الوصول للنشاطات الثقافية والرياضية والتسلية لتطوير مهارات جديدة وأكثر شمولا، الاحتكاك بالمجتمع وتقدير الذات؛         يجب السماح للشخص المصاب بالتوحد في كل مرة بالتعبير عن رأيه بخصوص القرارات المتخذة في شأنه.

أهمية متابعة الحالة الصحية                بالإضافة إلى التكفل، يجب في بعض الحالات توخي اليقظة خاصة للحالة الصحية والجسدية والنفسية للأشخاص البالغين المصابين بالتوحد، ففي بعض الحالات يمكن أن يواجه الشخص صعوبة في التعبير عن الألم وقد يتجلى ذلك           في اضطرابات سلوكية.كما وقد يحدث أيضا أن يتعرض بعض الأشخاص المصابين بالتوحد لاضطرابات عقلية مصاحبة  والتي قد تمر دون أن يلاحظها أحد ولكنها تتطلب تكفلا خاصا. لهذا يجب إجراء فحص طبي مرة واحدة على الأقل           في السنة وفي كل مرة يحدث فيها تغيير مفاجئ في السلوك.               وسواء تعلق الأمر  بتدخلات المشروع الفردي أو علاجات جسدية عقلية، يجب التسجيل ضمن التكفل ينسقه طبيب الأمراض العقلية بطلب مشاركة مختلف  المهنيين: مهنيي الصحة، واجتماعيين ،والطبي الاجتماعي، والتعليم،  والتشغيل،والإسكان … إلخ