يقلب التشخيص باضطراب طيف التوحد حياة المصاب وحياة محيطه رأسًا على عقب. صحيح أن مسار حياته سيكون أكثر تعقيدًا، إلا أنه من شأن المرافقة المُكيّفة والأساليب المناسبة تمكين الطفل الذي سيصبح في المستقبل شخصًا بالغًا، من التقدم في جميع مراحل حياته.
يتمتع المصابون بالتوحد بالقدرة على التعلم، غير أنها تختلف عن قدرة سائر الأشخاص. لذلك فإن المرافقة الجيدة للشخص المصاب بالتوحد تعني فهم اختلاف مهارات التعلم لديه تمام الفهم واختيار الأساليب الملائمة لتحفيز النمو.
يعدُّ إعداد الوجبات والاغتسال والطهي وجميع النشاطات اليومية بمثابة فرص للتعلم. يمكن تنظيم الأعمال المنزلية بالطريقة التي تلائم خصوصيات حالة الشخص المصاب بالتوحد.
إذا كان أكثر الأطفال يشعرون بالفضول عند استكشاف العالم، فإن الأطفال المصابين بالتوحد يفضلون كل ما هو مألوف ومرتقب.وعليه، فإنه من المهم تكييف المهام الواجب إنجازها أثناء عملية التعلم، لكي لا يشعروا بعبئها. كما يجب لمحيطهم أن يكون منظما ليشعرهم بالأمان وليجنبهم التشتت قدر الإمكان.
إذا كان لابد للطفل على سبيل المثال، تعلم كيفية ارتداء قميصه، اطلب منه أولا القيام بإدخال رأسه. وبعد نجاحه في ذلك، تصبح حينئذ فقط مهمته التالية إدخال ذراعيه، وهكذا دواليك.
من المهم أن نضع في اعتبارنا بأن الأطفال (والأشخاص البالغين) المصابين بالتوحد بحاجة إلى بذل قدر أكبر من الجهد مقارنة بالآخرين من أجل التواصل والتعلم والتعايش مع عالم ليس بعالمهم.
في حالة الحساسية البصرية، يكون إيجاد مكان حيادي خال من مصادر التشتيت (على سبيل المثال: غلق الستائر لإخفاء خزانة أو رف) مفيدا.
أي تقدم يتم إحرازه جدير بالتقدير حق قدره، من دون عقد مقارنة مع ما كان من المنتظر أن ينجزه شخص لديه القدرة على التعلم بشكل تلقائي.
”تسارا” هي لعبة تعليمية على الهاتف الذكي، موجهة لأقرباء الأشخاص المصابين بالتوحد. تجعلهم يتقمصون من خلال اللعب، شخصية أحد أفراد الأسرة أو أحد الأخصائيين (والد، أشقاء، مدرس، أصدقاء، زملاء…) لمساعدة شاب مصاب بالتوحد على التعامل مع المواقف الصعبة في الحياة اليومية. اللعبة متاحة باللغتين الفرنسية والعربية على Android أو IOS.
← تحميل النسخة العربية على الأندرويد أو أبل
← تحميل النسخة الفرنسية على الأندرويد أو أبل
يؤدي الوالدان دورًا مركزيًّا في أن يكون التحدث عن الإعاقة في العائلة من دون قيود قدر الإمكان. بحيث يجب أن تجد الصعوبات التي يواجهها جميع أفراد الأسرة آذانًا صاغية. يمكن لبعض السلوكيات غير الملائمة للطفل المصاب بالتوحد أن تثقل كاهل الإخوة والأخوات على نحوٍ خاص، على غرار الصراخ الذي يعمُّ البيت والمعدات التي تغزو المكان (الألعاب، الأثاث، إلخ). من المهم أن يجد كل أخ أو أخت توازنه داخل منزل العائلة: على سبيل المثال، يمكن السماح للأشقاء بإغلاق غرفهم إغلاقًا محكمًا.
لا تتكفل بالشخص المصاب بالتوحد بمفردك ولا تتردد في التواصل مع الجمعيات والمستشفيات المتخصصة. فالبعض منها يوفر أنشطة مثل العلاج بالفن أو النزهة الجماعية. يعد إدماج طفلك الاجتماعي من خلال تقديمه للآخرين على أنه طفلك وتقديم نفسك على أنك المتكفل به أمرا مهما. قد تمكنك اجتماعات الوالدين المواضيعية من إيجاد المساعدة كما أن مرافقتك في مسارك التكفلي ممكن بما أنه تمنح إعانات للعائلات الفقيرة التي تعاني من ضائقة مالية.
لا يملك كل من الطفل والمراهق والبالغ المصاب بالتوحد الاحتياجات نفسها. يوصى بالرعاية الشاملة والمنسقة للأطفال والمراهقين في جميع الأعمار، مع الالتحاق بالوسط الدراسي الملائم أو العادي والحصول على التدخلات المتخصصة حسب الحاجة. أما بالنسبة للبالغين، فيعدُّ الدعم الشخصي ضروريًّا لتحسين نوعية حياتهم ونوعية حياة أقربائهم، وتعزيز استقلاليتهم وإدماجهم الاجتماعي… إلخ.
تجدون جميع الأجوبة عن الأسئلة التي تراودكم بشأن التوحد في قسم الأسئلة المتداولة.