تصور الأشخاص المصابين بالتوحد للبيئة مختلف عن تصور سائر الأشخاص وكذلك هو الحال بالنسبة لطريقة عملهم وتفكيرهم. يمكن أن تحسن إعادة تهيئة المنزل وتعديل كيفية تنظيم الأنشطة اليومية حياتهم وحياة عائلاتهم.
يتيح تكييف الوسط المعيشي التخلص من بعض المصادر التي تبعث على القلق لدى الشخص المصاب بالتوحد وتولد لديه اضطرابات سلوكية. وعليه، فإن البيئة الملائمة تعزز استقلاليته وتشجعه على المشاركة الفعالة داخل الأسرة.
عند إدخال تعديلات معينة، تأكد من إيجاد التوازن الجيد بين احتياجات الشخص المصاب بالتوحد واحتياجات بقية أفراد الأسرة.
يمكن للتهيئة التي تقومون بها من أجل تحسين الحياة اليومية للطفل التغير والتطور مع الوقت ووفقًا لمؤهلاته. لا تتردد في طلب نصائح المختصين عن طريقة التكفل التي تتبناها. يستطيع المعالج الوظيفي مساعدتك على تكييف منزلك وفقا للمميزات الحسية لطفلك.
ركب أجهزة لضبط إضاءة مصابيحك واشتري نظارات شمسية لطفلكم ليضعها خارج البيت وكذلك داخله كلما شعر بأن الإضاءة عالية.
خصص مكانا هادئ لطفلك ليعزل نفسه به كلما شعر بارتفاع مستوى الضجيج. كما يمكن الاستعانة بسماعات رأس تحجب الضوضاء وسدادات أذن.
ينزعج بعض الأشخاص (الأطفال والبالغون) المصابون بالتوحد من نوع معين من الاحتكاكات. فحبذا لو تختر ملابس ناعمة خالية من الملصقات وانتبه إلى جميع الأنسجة التي سيحتك بها طفلك خلال النهار (الفراش والبساط والأريكة وما إلى ذلك). كما لا يرغب المصابون بالتوحد في أن يتم احتضانهم أو لمسهم، لذلك، يمكنك إيجاد طرق أخرى للتعبير عن عاطفتك والتواصل معهم.
https://youtu.be/L0KVKS4qVzM?t=114
“لكل فرد أذواقه وتفضيلاته”: وهذا ينطبق بشكل أكبر على الشخص المصاب بالتوحد الذي قد تتملّكه مشاعر اشمئزاز في غاية القوة. ضع في حسبانك أنه لابد للطعام أن يكون خاليا من التوابل وتأكد من التهوية الجيدة لتجنب الروائح القوية في المنزل.
في المقابل، قد يحتاج طفلك إلى مزيد من التحفيز ليشعر بالارتياح. يمكنك في هذه الحالة، تكييف الوسط المعيشي باستعمال الألوان وزيادة درجة التباين بينها وتشغيل الموسيقى في أكثر الأحيان وتقديم بطانية نوم سميكة والطهي وفقًا لما يفضله طفلك مع تبجيل التغذية الصحية والمتوازنة وما إلى ذلك.
تسمح بعض الحيل العملية بتكييف طريقة تنظيم الأنشطة اليومية وفقا لخصوصيات الشخص المصاب بالتوحد وتجعل الحياة اليومية للأسرة أسهل. في الواقع، يستفيد الجميع من ترتيب المكان وتنظيم الوقت بشكل يومي. تساهم كذلك الأدوات المتاحة للأطفال في تسهيل عملية التعلم وتعزيز استقلاليتهم.
تسمح الساعات المصممة بشكل خاص برؤية الوقت بشكل أفضل. ويمكن الإشارة إلى انتهاء مرحلة من مراحل مهمة ما عند سماع الطفل لصوت أو لموسيقى، وذلك لتحديد وتيرة النشاطات واليوم.
يسمح إنشاء مفكّرات بصرية مصغرة بتقسيم المهام (ارتداء الملابس وتناول الطعام على الطاولة…الخ) لتظهر على شكل عدة صور متتالية. تتيح لك بعض الأدوات، باستخدام الرسوم التوضيحية التي يمكن تغيير موضعها، إظهار المهمة الواجب إنجازها أولا ثم المهمة التي تليها وتقسيم النشاط القائم حاليا إلى عدة مراحل أو عرض كيفية تنظيم الأنشطة اليومية.
رتب حيز المصاب بالتوحد بشكل غير مكتظ بواسطة لوازم الترتيب (الصناديق، الرفوف، الخزائن) للحد من المشتتات. يمكن تثبيت إشارات بصرية على الأبواب والخزائن والمساحات لتوضيح دور كل منها.
لا يملك الأطفال المصابون بالتوحد بالضرورة نفس مفاهيم المخاطر وقد لا يعبرون عن شعورهم بالألم إلا قليلا مقارنة بالأطفال الآخرين. لذا، قلل قدر الإمكان من العناصر التي تشكل مصادر خطر في المنزل.
من أجل مساعدة طفلك على التمتع بالاستقلالية في حياته اليومية، (ارتداء الملابس، الاغتسال، اللعب بمفرده… الخ) لا تتردد في الاعتماد على الأساليب التي يقترحها الأخصائيون والمتدخلون في التكفل بالشخص المصاب بالتوحد. أنجز الأنشطة على مراحل وتأكد من كون ما يتعلمه الشخص المصاب بالتوحد مفيدا له أيضا في سياقات أخرى. على سبيل المثال، إذا علمت طفلك أن يرتدي سرواله بعد قضاء حاجته، فاشرح له أن هذه المهمة تتم قبل الخروج من الحمام سواء كان في المنزل أو في أي مكان آخر.
إسمي أحمد وأنا في عمر العشر سنوات. إنني أعاني من قلة التركيز وأحب اللعب كثيرًا بالصنابير. هذا الأمر يثير غضب والديَّ!
أحمد، 10 سنوات
اقرأ المزيدلطالما كانت لدي سلوكيات يجدها الآخرون غريبة، وكنت أرى نفسي غريبة أيضًا بسبب ذلك. على سبيل المثال: أنا أسمع أصواتًا لا يستطيع أحد سماعها وكان عليَّ التركيز بقدر كبير لأتمكن من إجراء محادثة.
نادية، 28 سنة
اقرأ المزيدتجدون جميع الأجوبة عن الأسئلة التي تراودكم بشأن التوحد في قسم الأسئلة المتداولة.