دليل الاتصال

التوصيات

التوحّد وكوفيد-19 : نصائح لأولياء الأمور

تم النشر في: 28 يونيو 2021

تعكّر جائحة كوفيد-19 والإجراءات الصحية المترتبة عنها الحياة اليومية والعلاقات الاجتماعية. هذه التغيرات لها أثر أشد على الأشخاص المصابين بالتوحّد. يمكن توجيه بعض النصائح لمرافقتهم بشكل أفضل خلال هذه الفترة وحمايتهم من المخاطر الجسدية والنفسية. 

Autisme Covid 19

إنَّ التوحّد عبارة عن اضطراب معقّد في النمو العصبي، وهو يعود لعدة عوامل تجمع العوامل الجينية والبيئية. يتّسم بعجز في التواصل مع تدهور كمّي وكيفي في التفاعلات الاجتماعية، واهتمامات ونشاطات وسلوكيات محدودة ومتكررة. يلاقي الأشخاص المصابين بالتوحّد صعوبات كبيرة في مسألة التواصل ويحتاجون بقدر كبير لاستقرار المحيط الذي يعيشون فيه.                

انتشر فيروس كوفيد-19 في كامل بقاع المعمورة منذ نهاية 2019. وقد أنتج القلق وقلب الحياة اليومية للبشر رأسا على عقب من حيث أنه غّير نمط عيشنا ونمط تفاعلنا مع بيئتنا. نظرا لخاصيتهم، فإن الأشخاص المصابين بالتوحّد أشدُّ تأثرًا بهذه الانعكاسات.    

يمثِّل وباء كورونا مصدر توتر لا يُستهان به لكل شخص. فعدم الإلمام بالفيروس، وغياب علاج فعّال له، وعدم القدرة على الحصول على اللقاحات، ونقص المعطيات الصحيحة بخصوص طريقة الانتقال والمخاطر، لا سيما بالنسبة للأطفال، كل ذلك زاد من قلق الأولياء، وبشكل خاص أولياء الأطفال المصابين بالتوحّد. هذا الخوف من الإصابة بالمرض أو من إصابة الأقارب به منتشرٌ جدًا، ويشعر به أيضًا الشخص المصاب بالتوحد.

تشوّش الإجراءات الصحية التي تعدُّ ضرورية وأصبحت إجبارية في العديد من الدول للحد من انتشار الوباء، على تفاعلاتنا الاجتماعية وطريقتنا في التواصل. فنحن مُلزمين بمواجهة قطع وسائل التواصل والمخالطة الاجتماعية. بسبب التباعد الاجتماعي والارتداء الإجباري للكمامة، فالشخص المصاب بالتوحّد، الذي يعاني في الأساس من صعوبة في بناء علاقات أو في فك عبارات أو أفكار محدّثه، يُعاني حتمًا بقدر أكبر.            

يلاحظ الأشخاص المصابين بالتوحّد محيطهم يتغير بشكل جذري وتغير التوصيات بشكل مستمر، في حين أنهم بحاجة ماسّة للاستقرار ومعالم يرتكزون عليها. كل هذه التغيرات تحدث عندهم مزيد من التوتر وتزيد وضعهم هشاشة.

للحد من مجموع انعكاسات كوفيد-19 على الحياة اليومية للأشخاص المصابين بالتوحّد، يمكن للأولياء أن يطبّقوا بعض التوصيات. ستساعدهم تلك النصائح على الاعتناء بأطفالهم وعلى حمايتهم من المخاطر الجسدية والنفسية:

إن اتّباع هذه الآليات سيمكّنكم من مساعدة طفلكم في التأقلم مع الوضع الجديد الذي نعيش فيه، سواء في البيت أو خارجه. من جهة أخرى، ولراحة الجميع وللأشخاص المصابين بالتوحد على وجه الخصوص، من المستعجل إنشاء فضاءات استقبال وأساليب التواصل لضمان الاستمرارية والأمان في مهمة التكفُّل بهم.