دليل الاتصال

غير مصنف

نموذج دنفر للتدخل المبكر (ESDM)

تم النشر في: 28 يونيو 2021

نموذج دنفر للتدخل المبكر هو برنامج تدخل شامل لدى الأطفال المصابين بالتوحد الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و48 شهرًا. أسِّس بالاعتماد على المناهج الحالية وتلبية لحاجة التدخل لمساعدة الرضع والأطفال. إنَّ شرح هذا البرنامج الفردي والمكثف قائم على الأنشطة الترفيهية.

Autisme Denver V2

إنشاء برنامج دنفر

أنشئ برنامج دنفر للتدخل المبكر (ESDM) من قبل عالمتي النفس: الدكتورة سالي روجرز والدكتورة جيرالدين داوسون، الذي دخل حيز التطبيق ابتداءً من عام 2010، وهو التاريخ الذي نُشرت فيه أول مقالة حققت نتائج مشجعة بالإضافة إلى دليل يصف المنهج والذي يعدُّ أحد البرامج التي تُدعى “التدخلات التنموية والسلوكية في البيئة الطبيعية”.

برنامج دنفر للتدخل المبكر هو ثمرة تداخل بين العديد من المصادر والدوافع:

  1. يستند النموذج التنموي الذي طورته كل من سالي روجرز وبينينجتون وداوسون منذ الثمانينيات (موجه للأطفال الذين يبلغون من العمر سنتين وما فوق) إلى نموذج التوحد أساسًا، باعتباره افتقارًا للدافع الاجتماعي والقدرة على التقليد. إنه برنامج يأخذ بالحسبان جميع أبعاد التطور ويركز على الأنشطة التي تتضمن التزامًا قويًّا بين الأشخاص ومشاركة العواطف باستعمال تقليد تعابير الوجه والإيماءات والتواصل اللفظي وغير اللفظي، وذلك من خلال الألعاب التحفيزية التي يشارك فيها الأولياء.
  2. تحليل السلوك التطبيقي (ABA) الذي يأخذ منه برنامج دنفر بعض الاستراتيجيات، على غرار التحفيز السلوكي أو المعززات أو تحليل السلوك أو التعلم التدريجي أو ضرورة جذب انتباه الطفل والمحافظة عليه.
  3. تحليل السلوك التطبيقي في بيئة طبيعية، المعروف باسم “التعليم القائم على علاج الاستجابة المحورية” الذي أسسه كل من كويجل وشريبمان، تجاوبًا مع الصعوبات والقيود (التحفيز والتعميم والحفاظ على ما تم تحصيله) التي تعترضهم. تعتمد طريقة تحليل السلوك التطبيقي على تقسيم التعلم إلى وحدات قائمة بذاتها مرتبة على فترات منتظم.
  4. ضرورة التدخل المبكر.
  5. التحسن النسبي والحفاظ على النتائج التي تم الحصول عليها بطريقة تحليل السلوك التطبيقي الكلاسيكية.

طريقة عمل برنامج دنفر

يَعتبر برنامج دنفر للتدخل المبكر أنَّ التوحد تغيّر أو توقف على مستوى النمو الذي يمس جميع مجالاته. هذا ما يجعله محل تقييم وتدخل منهجي: التواصل (التجاوبي والتعبيري)، والمهارات الاجتماعية، والتقليد واللعب والإدراك والمهارات الحركية (الدقيقة والشاملة) والاستقلالية.

إن البرنامج فردي (لا يعني هذا استبعاد الجلسات الجماعية) ومكثف (20 ساعة في الأسبوع كحد أدنى) ويعتمد على الأنشطة الترفيهية. يأخذ المتدخل محفزات الطفل واهتماماته بعين الاعتبار، لهذا فإن الطفل هو الذي يقوم باختيار الأنشطة. اللعب والتأثير الإيجابي هما جوهرا التدخل:

تُستخدم التقنيات السلوكية للتحليل الوظيفي والتعزيز والمساعدة وتعديل المثيرات القبلية  في بيئة طبيعية (PRT) لتنمية المهارات المعرفية والتواصلية (اللغوية) والمهارات النفسية الحركية والاستقلالية.

الهدف من التدخلات هو خلق الاهتمام الاجتماعي، وتطوير التعلم من خلال التقليد وزيادة الانتباه والتحفيز لدى الطفل من أجل التمكن في الأخير من إحداث تأثير على تطور لغته. لن يوبخ الطفل على السلوك غير المرغوب (تشتت الانتباه، السلوك المتكرر، تناول أشياء غير صالحة للأكل…) ولكن سيُعاد استخدامه في نشاط أعلى أهمية. يستطيع المعالج أيضًا العمل مع الطفل على تطبيق تمارين العلاج الوظيفي وعلاج النطق التي يحددها له أخصائيون آخرون.

يؤدي الأولياء دورًا مركزيًّا في برنامج دنفر للتدخل المبكر، بحكم وجودهم مع الطفل ابتداء من أول تقييم ومشاركتهم في اختيار أهداف خطة التدخل وإمكانية تحديدهم لمجالات التدخل ذات الأولوية لدى طفلهم. أضف إلى ذلك، كونهم يملكون فرصة حضور جلسة التدخل ليتسنى لهم تعلم طرق مختلفة للتعامل مع أطفالهم، من خلال الملاحظة، فيوظفون تلك المهارات في حياة الطفل اليومية على مستوى المنزل، وبهذه الطريقة يضمنون استمرار عمل المعالج.

برنامج دنفر للتدخل المبكر هو برنامج يقدمه أخصائيون مكوَّنين على يد خبراء (25 إلى 30 ساعة من التدريب) ويُعتمد بعد إشرافهم على حالة واحدة على الأقل.

نتائج الطريقة

أظهرت المنشورات الأولى1 بعد عامين من نشرها، نتائج جد مشجعة في عدة مجالات (المستوى الفكري، السلوكيات التكيفية، اللغة التجاوبية والتعبيرية) حتى أن البعض استطاع الخروج من حالة اضطراب التوحد الطيفي. لقد نجح مؤلفو النموذج في التفوق على النماذج الأخرى ونُشر العديد من الدراسات التي تؤكد تلك النتائج.

غير أن البحوث الأخيرة قد تطفئ وهج هذا الحماس، ونذكر منها التحليل ميتا الذي أجراه روجر3، إذ لا يُأخذ بالحسبان في هذا العمل إلا الدراسات التي تجرى على مجموعات تُعقد مقارنة بينها (دراسات مراقبة وعشوائية أو دراسات شبه تجريبية). بناء على ذلك، حصل تأكيد تحسن ملحوظ في مجالات المستوى الفكري واللغة، لكن النتائج تبقى متواضعة في مجال أعراض التوحد (السلوك التكيفي والتواصل الاجتماعي والسلوكيات المقيدة والمتكررة).

يتطلب برنامج دنفر للتدخل المبكر إجراء دراسات على عدد أكبر من السكان وعلى مدى فترات زمنية أطول (أكثر من عامين) باستخدام أدوات تقييم أكثر حساسية من أجل تقييم تفوقه على المناهج الأخرى بشكل أكثر موضوعية.

1 G. Dawson et al., Randomized, Controlled Trial of an Intervention for ToddlersWithAutism: The Early Start Denver Model, Pediatrics, janvier 2010
2 Sally Rogers et Geraldine Dawson, Early Start denver Model for young Children, Guilford Press, 2010, 287 pages
3 S. Rogers et al, The Effects of the Early Start Denver Model for Children with Autism Spectrum Disorder: A Meta-Analysis, Brain Sciences, mai 2020