دليل الاتصال

استقبال شخص مصاب بالتوحد في مجموعة أو مركز

يتطلب التقدم ضمن المجتمع بذل الكثير من المجهودات بالنسبة للأشخاص المصابين بالتوحد. يمكن للجميع المساهمة في عالم يحتضن الجميع، من خلال مراعاة خصوصياتهم وتكييف أماكن التعليم والترفيه والعمل.

يجب أن يكون للأشخاص المصابين بالتوحد مكانهم في المجتمع، سواء كانوا أطفالًا في المدرسة أو بالغين مندمجين في العمل. إذا قام الجميع بتكييف سلوكهم قليلًا مع خصائصهم واختلافاتهم، فسيسهل اندماج الأشخاص المصابين بالتوحد ويصبحوا بذلك قادرين على التقدم على نحوٍ أفضل والازدهار في نشاطاتهم.

الاستقبال في مركز الطفولة المبكرة

من المهم أن يطلب كل من المربيات والمربين الذين يعتنون بطفل مصاب بالتوحد، من والديه المعلومات التي تخصه قصد معرفة وفهم احتياجاته الخاصة. عموما، من الأساسي اتباع روتين ثابت ومتسق من يوم لآخر

يجد الطفل المصاب بالتوحد صعوبة في فهم اللغة المجردة والتعليمات الشفهية: لا تتردد في استخدام الصور لشرح التعليمات وقواعد الحياة وما ينجم عن عدم إتباع التعليمات. يمكنك أيضًا توفير أداة أو دفتر اتصال: يمكنك وضع صور توضيحية لمساعدة الطفل على التعبير عن احتياجاته وللتواصل معه. 

تجد هنا العديد من الأمثلة للرموز والموارد للاتصال البديل والمحسّن (AAC): https://arasaac.org

استقبال طفل مصاب بالتوحد في البيئة المدرسية

يمكننا في حالة ما توجب علينا استقبال طفل مصاب بالتوحد في مجموعة، توظيف بعض الممارسات الجيدة. من المهم مراعاة خصوصياته بشكل يجعل مساحة العمل الخاصة به تعزز تركيزه وتسهل عملية التعلم.

تيسير الإدماج في المجموعة وفي المدرسة

اقتراح زيارة للمؤسسة قبل الدخول المدرسي.

معرفة لمحة شخصية عن التلميذ وقدراته واهتماماته بالإضافة إلى العوامل التي تسبب له التوتر (الضجيج، التغيير، إلخ).

إعطاء تعليمات واضحة واستعمال لغة بسيطة.

اعتبار الطفل المصاب بالتوحد كغيره من الأطفال ومساعدته على إتباع قواعد القسم والحياة الجماعية (المطعم المدرسي، فترة الاستراحة، إلخ)

تهنئته على التقدم الذي يحرزه وتثمينه أمام المجموعة أو تلاميذ القسم، حتى وإن كان بسيطا.

تحضير الزملاء في القسم

قبل استقبال طفل مصاب بالتوحد في الصف، من المفيد جدًا تحضير الأطفال الآخرين لوصول زميل مختلف. يمكنك عرض خصوصيات الطفل على الفصل بموافقة الوالدين وربما بمشاركتهم، مع محاولة إثارة شعور التعاطف لدى التلاميذ والرغبة في المساعدة. يمكنك أيضًا اقتراح إعداد “رمز” للممارسات الجيدة لتنظيم العلاقات الوظيفية داخل القسم أو المجموعة.

مكان التلميذ في القسم

الجلوس في الصف الأمامي أو في الخلفي؟ يتمكن التلميذ الذي تزعجه الحركات والضجيج من التركيز بشكل أفضل في الصفوف الأمامية، في حين أن التلميذ الذي يحتاج إلى الكثير من التحفيز قد يكون أكثر فاعلية عند رؤية زملائه. يمكنك إذا لزم الأمر، أن تخصص له طاولة أمام جدار ذو معالم عادية للحد من المحفزات البصرية.

في أي بيئة؟ أجلس التلميذ بعيدًا عن الأشياء الصاخبة التي قد تجذب اهتمامه، وذلك للحد من ضعف الانتباه لديه وعدم تشتيت تركيزه: المبرد والمروحة والأنابيب والممر… الخ.

هل يجلس لوحده أو مع زميل له؟ يمكن أن يكون وجود زملاء محفزًا لطفل ضعيف الاستجابة، كما قد يتسبب الزميل المشوش وغير المنظم في إزعاج حسي لطفل شديد التفاعل أو الذي يبحث عن الإثارة.

تعزيز التعلم والانتباه والتركيز

يصبح الطفل أكثر تعبًا أو قلقًا بعد قيامه ببعض الأنشطة: يمكن أن تتطلب الأنشطة الجماعية جهدًا لأنها تستلزم تفاعلا كبيرا، وكذلك لأنها صاخبة وتتطلب الحركة. يمكن تخصيص وقت استراحة للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في مكان مجهز حيث يمكنهم الوصول إلى المواد التي تزودهم بالطاقة أو تهدئهم (الموسيقى، الرسم، الألعاب  إلخ).

يواجه الطفل صعوبات فيما يخص الرسوم: يمكنك تكييف متطلباتك من خلال عرض كتابة جزء فقط من العمل على سبيل المثال، أو استخدام الكمبيوتر أو إملاء النص على شخص مرافق.

يعاني الطفل من مشكلات في الفهم: احرص على إعطاء تعليمات واضحة واستخدام لغة بسيطة. يمكنك منح وقت إضافي إذا لزم الأمر، لإنهاء نشاط أو تمرين. يمكنك أيضًا وضع سطر تحت المعلومات المهمة أو كتابتها بأحرف كبيرة أو ملونة. 

يبدو الطفل وكأنه غائب ذهنيا أو أن لديه نقصا في الطاقة قبل الأنشطة: يمكنك اقتراح أنشطة توظف فيها العضلات أو المفاصل أو الأوتار قبل أو أثناء النشاط الذي يتطلب الانتباه.

يعاني الطفل من صعوبة في التركيز: تجنب المشتتات البصرية مثل الرسومات والملصقات والجداول، إلخ. لا تضع في متناوله الكثير من المواد التعليمية (أقلام التلوين وأقلام الرصاص الملونة وما إلى ذلك) ولا تترك أمام الطفل إلا ما هو ضروري : دفتر ملاحظات وقلم رصاص وممحاة للتمارين على سبيل المثال، ودفتر ملاحظات يستعمل لتعلم الدروس فقط. يمكنك حتى طباعة الدرس على ورقة منفصلة لمنع الطفل من تصفح دفتر ملاحظاته بدلاً من التركيز على الصفحة اللازمة.

كيف يستقبل شخص بالغ مصاب بالتوحد

لدى كل فرد دور يلعبه فيما يخص اندماج الأشخاص المصابين بالتوحد في المجتمع. إليك بعض النصائح التي يبقى الأخذ بها مرتبطا بالسياق الذي تقابل فيه الشخص المصاب بالتوحد.

استقبل عامة الناس: مستعملو خدمات عمومية، زبائن، الخ

إذا كنت على اتصال بعامة الناس في إطار عملك، فستكون هناك بالتأكيد أوقات تتعامل فيها مع شخص مصاب بالتوحد. في هذه الحالة، تعرف مسبقًا على مميزات التوحد لفهم خصوصيات الأشخاص المصابين به بشكل أفضل ولمعرفة كيفية التكيف معها فتسهل بذلك تفاعلاتك معهم. كن على دراية أيضًا بفرط الحساسية ونقصها لديهم ولا تتردد في إجراء بعض التكييفات إن استطعت (تقليل الضوء أو الضجيج على سبيل المثال). لا تنزعج إذا واجهت سلوكيات قد تبدو غير لائقة أو قليلة الاحترام: سببها بالتأكيد اضطرابات التفاعل لديهم والصعوبة في التواصل.

أستقبل شخصًا مصابًا بالتوحد داخل شركتي؛ زميل أو موظف.

يتطلب العمل في البيئة العادية من شخص مصاب بالتوحد قدرة هائلة على التكيف. لتسهيل الإدماج في مكان العمل، يمكن للشركة وضع العديد من الإجراءات: 

طلب المساعدة من متدخل بوسعه مساعدتك على تحديد الاحتياجات وليؤدي دور الوسيط فيسهل اندماج الموظف،

تكييف المهام وتهيئة بيئة العمل،

تحديد الأشخاص الذين يرغبون في لعب دور المرشد المهني

تنظيم تكوينات لتوعية باقي الموظفين بخصائص التوحد، وذلك بموافقة الشخص المصاب بالتوحد.

بعض الأمثلة بخصوص التهيئة داخل الشركة:

تهيئة مكتب معزول والتخلص من مصادر الإزعاج.

السماح للشخص المصاب بالتوحد باستخدام سماعات الرأس لكي يعزل نفسه عن الضجيج.

منحه إمكانية العمل عن بعد.

تكييف وتيرة العمل (عمل جزئي، استراحة)

تكييف ساعات العمل لتجنب التواجد في وسائل النقل العمومي أثناء أوقات الذروة.

هيكلة المهام (جدول العمل، سير العمل) بتقديم تعليمات واضحة (كتابات و/أو رسومات و/أو صور).

عمل الشخص المصاب بالتوحد

يتمتع معظم البالغين المصابين بالتوحد بإمكانيات أعلى من المتوسط ​​في مجالات محددة، لذلك فإن مهاراتهم قيّمة بالنسبة للشركات. 

احترام كبير للقواعد عندما تكون واضحة ومحددة جيدًا. قد يكون المصاب بالتوحد شخصا موثوقًا به يحترم المواعيد ويتحلى بالصدق والإخلاص والوفاء،

مشاركة قوية. يمكن أن يكون لدى الشخص المصاب بالتوحد معرفة موسوعية بالموضوعات التي تثير شغفه. يمكن أن يتجسد هذا الاهتمام الشديد على شكل حماس كبير ورغبة في الكمال عند إنجاز عمله،

حس كبير للملاحظة والتفاصيل. غالبًا ما يتماشى التوحد مع الاهتمام الكبير بالتفاصيل. يعني ذلك القدرة على اكتشاف الأخطاء أو أوجه القصور أو الخلل بسرعة وبتسلسل منطقي. يكون ذلك مفيد جدًا على سبيل المثال في معدات الإنتاج،

التفكير المنطقي. هذه الصفات  قيمة بشكل خاص في بعض المجالات مثل العلوم والحوسبة والهندسة.

هل لديك سؤال؟

تجدون جميع الأجوبة عن الأسئلة التي تراودكم بشأن التوحد في قسم الأسئلة المتداولة.

الوصول إلى الأسئلة المتداولة